أمثلة من الواقع أو لماذا نحتاج "جدتي"؟

بالرغم من أن تصفح مثل هذه الوقائع لا يوحي بالمتعة، إلا إنه لا مفر من عرضها. لأنه فقط عندما يعي الأخرون حجم معاناة الضحايا، سيدركون أهمية هذه المشاريع – كمثال "جدتي" – وأن بإمكانها المساعدة في إنقاذهم. لهذا السبب سنعرض حالتين حدثتا فعلاً. أما في الجزء الثاني المتعلق بأمثلة وقعت خلال التدريب، فسنتحدث عن المشاكل التي أتى بها المشاركون أنفسهم.
الحالة الأولى
الحالة الأولى تحكي قصة فتاة ذات 16 ربيعاً، لاحقها وتحرش بهاحارس تجاوز 67 عاماً.
لقد حاول لمرات عديدة أن يختلي بها في أماكن منعزلة كالقبو مثلاً. وفي هذه اللقاءات كان يعطيها الهدايا ويلح عليها كي تقيم معه عاطفية، لما لذلك من أثر يمكن أن يكون إيجابياً من أجل حصولها على الإقامة. وهكذا فهو لم يستغل فقط قلة خبرتها كشابة صغيرة، بل استغل أيضاً الحالة الطارئة التي تعيشها كلاجئة من دون إقامة ثابتة. في هذه الحالة كانت الفتاة محظوظة، حيث لاحظت الأمر امرأة أخرى تسكن في المخيم واتصلت بنا لطلب المساعدة. في اليوم التالي أتى موظفنا وتحدث مع الجهة المسؤولة عن الحارس، حيث بدءت هذه على الفور بالتحقيق واستنطاق الشهود. وعندما واجهت الحارس بالاتهام الموجه إليه، حاول التملص، وادعى أنه إنما كان يقصد خيراً أنه أراد مساعدتها.
بعد ذلك أمرت الجهة المسؤولة بنقل الحارس للعمل في مخيمات أخرى بعيداً عن هذه الشابة ذات الـ 16 ربيعاً، كما تم نقلها مع أختها ذات الثماني سنوات وأمها إلى مخيم آخر.
الحالة الثانية
شيء شبيه وقع في الحالة التالية. حيث أن الأمر يتعلق هنا بأختين كان عمرهما 18 و20 عاماً عند وقوع الحادثة.
لقد تحرش بهما حارسان وعامل من المطبخ وموظف في الخدمة الاجتماعية، حيث قدموا – كل على حدة - لهما النصيحة بضرورة الحصول بالسرعة الممكنة على جواز السفر الالماني، حتى لا يتم ترحيلهما. كبديل عن ذلك يمكنها أن تحملا من مواطن الماني، فيحصلان بذلك أيضاً على حق الإقامة. وهكذا بدؤوا بالالحاح عليهما واستدرجوهما إلى غرف خلفية بنية المعاشرة الجنسية.
لحسن الحظ فقد ارتاب حارس آخر بالأمر ولاحقهم سرا، ونجح في تصوير الأدلة على الفيديو، ثم أبلغ الجهة المسؤولة عن هذا السلوك الشائن، وتم نقل هؤلاء الأشخاص إلى مكان عمل آخر.
نتيجة لذلك فقد واجه هذا الحارس، الذي أبلغ عن هذه الواقعة، تهديدات من زملائه في الحراسة ومن موظفي الجهة المسؤولة بهدف التأثير عليه ليقوم بمسح مادة الفيديو، كي لا يتم ملاحقة الأشخاص المتحرشين قضائياً. ولا نعلم على ما انتهى عليه الأمر في الوقت الحالي.
لكننا نعلم أن مثل هذه الحوادث تقع كثيراً، وعلى أي حال فهي تقع أكثر مما نظن.